سياسة

الصادق شعبان يكتب : تونس في حاجة إلى مراجعات شاملة…

سياسة مدّ اليد ...

 

توقفت قليلا عن الكتابة في الأسابيع الأخيرة … قرأت كثيرا و أصغيت الى الكثيرين من مختلف الإتجاهات … تعمقت و قارنت … و راجعت كل الماضي …

قلت ان لي شخصيا مسؤولية خاصة ، و من واجبي الا أخطئ في التقييم … فنحن اليوم في مسار لا يتحمل الأخطاء …

انا وكثيرون من جيلي لنا مسؤولية تجاه الوطن ، مدينين للدولة ، لا طمع لنا اليوم في شيء و لا خوف من شيء ، نشعر فقط ان تونس هذه التي قدمت لنا الكثير تستحق ان نردّ لها الجميل …

أرى ان تونس الآن في حاجة الى مراجعات شاملة … من قبل السلطة و من قبل المعارضة على حدّ سواء …

تونس تحتاج إلى كل الكفاءات ( و كم كثيرة هذه الكفاءات اليوم من مختلف الاجيال ) و تحتاج الى تجديد السياسات … فالعشرية الماضية اضاعت منا الخيط الذي كنا نمسك به و تأخرنا في أغلب مجالات الترتيب و في كل مواقع التصنيف …

تونس في الملخص تحتاج الى مناخ جديد يستقطب ، و الى صورة جديدة تخدم مصالحنا في العالم …

تونس لا تتحمل هزة اخرى … و العودة الى الوراء كلام فارغ … المشي الى الامام هو الاسلم – لكن بخطى ثابته و يجب ان نعرف أين نمشي …

الاطر المؤسساتية اليوم هي الصحيحة ، بالنظام الرئاسي و بالتصويت على الافراد – قد تحتاج الى تحسينات لاحقة، لكن الأساسي موجود و يمكن ان نبني عليه … المشهد السياسي يتوضح و الطبقة السياسية تنظاف … و النظافة موجودة في قمة الهرم و هذا ما يضمن النجاح …

لكن لا يعني هذا ان كل شيء على احسن ما يرام … فهناك اشياء كثيرة تحتاج إلى التعهد … و الورشات كلها مفتوحة … و يجب ان نبني سياسات لصنع الاجيال الصاعدة و لهيكلة المستقبل ، و التوجه نحو بناء القدرات المؤسساتية و البشرية لمواكبة المتغيرات المتسارعة و البحث عن السبق قدر الامكان … في طليعة الورشات ، المدرسة و سياسات التربية و العلوم ، و كذلك تملك الرقميات و الاعداد للمهن و للصناعات الجديدة … كما يجب ان نصلح بأقل كلفة ممكنة ، و بدون كسر إجتماعي و ضغينة …

الاحزاب كلها تحتاج الى مراجعات ، و كذلك النقابات ، و الجمعيات ، و المؤسسات الاعلامية… العهد تغيّر ، و الاطر تغيّرت ، و من الضروري ان يعرف كل دوره …

علينا جميعا واجب مد اليد … اذا كان هذا هو سلوكنا ، تصبح المعارضة مفيدة للوطن ، و النضال النقابي مفيد للعمال ، و العمل الجمعياتي مفيد للمجتمع ، و الأداء الاعلامي يخدم الوظائف الأخرى كلها …

أ.د الصادق شعبان
14 مارس 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى