رياضة

خاص/ أمام استمرار الازمة المالية: هل يقدم الطرابلسي استقالته في الايام القليلة القادمة؟

 

علمنا من مصادر مقربة من الهيئة التسييرية للنادي الرياضي الصفاقسي ان محمد الطرابلسي قد يكون قرر تقديم استقالته من رئاسة النادي اثر المقابلة التي ستجمع الجمعة 17 مارس بملعب الطيب المهيري النادي الصفاقسي بضيفه النادي الافريقي. و لعله من المؤشرات المرحجة للاستقالة الوشيكة لرئيس النادي عدم تحوله إلى مكتبه بمقر النادي منذ حوالي الشهر بالرغم من تواجده لفترات طويلة بصفاقس و حضوره بعض الحصص التدريبية لفريقي أكابر كرة القدم و الكرة الطائرة بما يشير الى التمهيد للابتعاد عن دفة التسيير . هذا القرار ما هو الا التعبير عن قلق الرئيس و ربما خيبة أمله إزاء استمرار الازمة المالية بالنادي مما يحول دون تنفيذ الأفكار التي سبق أن عبر عنها في عديد المناسبات لإدخال إصلاحات في التسيير و إعادة هيكلة الجمعية و تطوير حوكمتها.
و من الواضح اليوم ان النادي الصفاقسي لا يزال يجر تبعات الازمة المالية و التسييرية التي تلازمه منذ سنوات و ذلك رغم المجهودات الكبيرة التي بذلتها هيئة الطرابلسي لجمع شتات احباء و أنصار النادي بصفاقس و خارجها وتوسيع قاعدة الداعمين بعد سنوات من الخلافات و التباعد و من العزوف عن الدعم ..
كما تأتي هذه الاستقالة – ان حصلت طبعا- على الرغم من نجاح التسييرية في خلاص جزء هام من المتخلدات لفائدة اللاعبين و من الخطايا والعقوبات بما سمح برفع عقوبة المنع من الانتدابات ، هذه العقوبات التي عصفت بالنادي على مدى حوالي سنتين و التي أدت إلى تفقير فريق الاكابر و بقية الاصناف الاخرى في كرة القدم من اللاعبين الضروريين للمحافظة على تنافسية السي اس اس . هذا الوضع الموروث عن سنوات من الازمات والتجاذبات كاد ان يؤدي بفريق عاصمة الجنوب إلى اللعب من أجل تفادي النزول خاصة بعد أن سمحت الهيئة التسييرية السابقة لغالبية عناصر الفريق الاول للنادي بالمغادرة في نهاية الموسم الماضي و عدم سعيها لتجديد عقودهم او عقد المدرب نبيل الكوكي الذي يحضى بثقة غالبية جماهير النادي و بشعبية كبيرة بصفاقس.
و لئن استطاعت التسييرية منذ توليها مقاليد النادي في بداية سبتمبر الماضي في تجميع عديد الداعمين و الاحباء للوقوف إلى جانب الجمعية و شد ازرها ماديا و معنويا الا ان هذا المد شهد فتورا كبيرا و تراجعا واضحا في الايفاء بالوعود اثر النجاح في رفع عقوبة المنع من الانتداب و هو ما جعل الدعم يقتصر على عدد قليل جدا من رجال الاعمال المقيمين بصفاقس دون غيرهم .
و مقابل تراجع المداخل يجد الطرابلسي وهيئته أنفسهم أمام ضغوطات شديدة تمارس عليهم سواء من قبل المزودين و المحامين المكلفين من طرف لاعبين سابقين او تلك التي مصدرها لاعبين حاليين بفريق الاكابر لكرة القدم للحصول على مستحقاتهم القديمة. و ثشثد هذه الضغوطات بالنظر الى ضرورة دفع اجور العاملين بالمركب ودفع الاقساط المتبقية من الخطايا و من مستحقات اللاعبين المنتدبين و الفرق التي كانوا ينتمون اليها. و لعل هذه الضغوطات هي التي كانت سببا في طلب السيد محمد علي قاسم امين مال الجمعية اعفاءه من مهامه و تعويضه بالسيد رفيق بن عرب .
الأكيد ان الحاجيات المالية للنادي الصفاقسي تفوق اليوم ما كانت عليه قبل التخلص من العقوبات ، و الأكيد أيضا ان طموحات الجمهور العريض رفع من سقف مطالبه و طموحاته بعد الترشح لمرحلة البلاي اوف… طموحات مشروعة و القاب مطلوبة لا تقابلها امكانيات ضرورية لتحقيقها . و قد كانت هذه الطموحات المشروعة وراء الضغط الذي ادى لمغادرة بوجلبان للنادي اثر هزيمة سوسة و شروع الهيئة في البحث عن مدرب جديد من مستوى رفيع و مشهود له بالكفاءة و قوة الشخصية.
مجمل هذه الأوضاع و الضغوطات قد تدفع الطرابلسي في الأيام المقبلة إلى الاستقالة بما سيعمق من أزمة النادي في ظل تواصل العزوف عن الترشح للانتخابات بالجلسات العامة المؤجلة للنادي. و الأكيد ان استقالة الطرابلسي ان حصلت و هو الذي قبل تحمل المسؤولية في ظرف دقيق كان فيه النادي مهددا في وجوده ستكون تعبيرا منه عن قلقه و استيائه إزاء التقلص الحاد في تقديم الدعم في وقت يزداد فيه الإنفاق و يتطلب فيه التعجيل في القيام بالاصلاحات المطلوبة داخل النادي و انجاز البرامج لتعزيز موارده الذاتية على المستوى المتوسط و البعيد حتى يعود النادي الصفاقسي إلى سالف اشعاعه و حتى يلعب دوره الطبيعي في المراهنة على الالقاب الوطنية و العربية و القارية…
الوضع يتطلب اذا جمع كل الداعمين مجددا من قبل التسييرية و هيئة الدعم و شبكة سوسيوس و توسيع قاعدة الداعمين بضم وجوه ومؤسسات جديدة و الإسراع بعقد الجلسة العامة للانتخاب هيئة مديرة و المصادقة على تعديلات القانون الأساسي للنادي و مناقشة مشروع عملي لتطهير النادي من ديونه وتطويره و مزيد حوكمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى