مجتمع

تونس تخسر كفاءاتها: آلاف المهندسين والأطباء يغادرون البلاد

_تونس الشاهد نيوز : سيدة الجامعي

ارتفع نسق نزيف هجرة الادمغة في السنوات الاخيرة ويتصدر المهندسون ثم الأطباء القائمة إذ غادر 39 ألف مهندس و3300 طبيب البلاد بين 2015 و2020 حتى بات تصحّر البلاد من الكفاءات وشيكا…

عرفت هجرة ذوي المستوى التعليمي العالي تسارعا في نسقها خلال السنوات الأخيرة حيث غادر 39 ألف مهندس و3300 طبيب البلاد بين 2015 و2020 من أجل فرص عمل بالخارج وفق ما كشف عنه المسح الوطني للهجرة الدولية بتونس الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة.
ويقدر المسح عدد المهاجرين التونسيين الحاليين ب 566 ألف شخصا يزاولون نشاطات مهنية في بلد المهجر. وتتمثل أهم القطاعات المشغلة للمهاجرين التونسيين حاليا في قطاع البناء بنسبة 17 بالمائة والايواء والمطاعم بنسبة 13.7 بالمائة والتجارة بنسبة 8.7 بالمائة وقطاع الصناعات التحويلية بنسبة 8.1 بالمائة والفلاحة والصيد البحري بنسبة 7 بالمائة…
ربيع ام خراب؟
وقد عرفت السنوات الثلاث الأخيرة ارتفاعا في عدد الكفاءات الطبية المغادرة لتونس رغم الجائحة وسط مخاوف من انعكاس هذه الآفة على المنظومة الصحية العمومية التي تعيش حالة من تردي الخدمات. ولم تعد تونس تعاني من مغادرة أطباء الإختصاص فقط نحو أوروبا وخاصة فرنسا والبلدان الخليجي بل طالت الظاهرة الطب العام ويشار إلى أن تونس تنفق ميزانية ضخمة على كليات الطب والصيدلة إذ أن كلفة تعليم طالب طب على المجموعة العمومية قرابة 100 ألف دينار سنويا دون احتساب طول فترة الدراسة التي تتراوح من 9الى 15سنة دراسة بعد الباكالوريا (طب عام و اختصاص) كذلك تقدر كلفة تكوين مهندس واحد طيلة خمس سنوات بنحو 50 ألف دينار دون اعتبار التكوين في الابتدائي والثانوي ومع ذلك لا تحرك السلط المعنية في بلادنا ساكنا أمام افراغ المستشفيات الادارات الجامعات من الكفاءات لتصنع ربيع دول أخرى مقابل تصحّر من الكفاءات مفزع لبلادنا لا يبشّر بربيع عربي بل بخراب وشيك وسط مناخ عام يهمل الكفاءات التي يتفق في سبيل تكوينها المليارات..
اسباب
ويهاجر الأطباء لأسباب عديدة أبرزها إغراءات رواتب الأطباء في الخارج مقارنة بتونس والتي تصل إلى عشرة أضعاف الراتب الذي يتقاضاه الطبيب في تونس وكذلك يفعل المهندسون و الأساتذة الجامعيون وغيرهم من الكفاءات لكن ليس الراتب لوحده ما يدفعهم لذلك بل لان آفاق البحث و التطور والتشبيك أفضل في الدول المستقبلة وكذلك ظروف العمل إذ يعمل الأطباء مثلا في تونس تحت ضغط كبير.
وفي تصريح اعلامي سابق ذكر عميد المهندسين كمال سحنون أن قطاع الهندسة بمختلف اختصاصاته ومجالاته يعد من اكثر القطاعات اقبالا على الهجرة وذلك نظرا لما توفره دول الخارج من حوافز ومغريات مادية ومهنية وظروف عمل أفضل بكثير مما تقدمه بلادنا معتبرا ان هجرة هذه الفئة تعد خسارة كبيرة للدولة التونسية خاصة وان أكثر من 3500 مهندس يغادرون تونس سنويا مشيرا الى ان كلفة طالب الهندسة تصل الى أكثر من 10 آلاف دينار سنويا علما وان أن أقل مدة للتكوين هي خمس سنوات. وبالتالي من المفروض ان تستثمر الدولة أن تستثمر في هذه النخبة وفق وضع منوال اقتصادي موجه للغرض لتنمية اقتصادها.
وعموما فان وزارة التعليم العالي مدعوة الى مراجعة واصلاح مجالات التكوين الجامعي حتى يكون اكثر استجابة لمتطلبات السوق وحتى يكون الشباب محرك للنمو والاقتصاد وليس عبءا على الدولة مع ارتفاع نسب البطلة التي اصبحت تناهز 17بالمائة.

أرقام ودلالات:
-3300طبيب غادروا تونس بين 2015 و2020
-100الف دينار كلفة تكوين طبيب على المجموعة الوطنية سنويا
-10الاف دينار كلفة تكوين مهندس كل سنة
– 3500مهندس يغادرون تونس كل سنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى