مجتمع

المنيهلة: تحوّل حي شمّ النسيم إلى مصبّ للنّفايات

بقلم: اسكندر السلامي

تحوّل مدخل حي شم النسيم بالمنيهلة إلى مصب نفايات تنبعث منه الروائح الكريهة التي تؤرق السكان عند دخولهم إلى الحي وخروجهم منه. ويعترضهم صباح مساء مشهد الحاويات التي تفيض بالفضلات المنزلية. وبالإضافة إلى الفضلات المنزلية تنتشر في محيط الحاويات الفضلات المتأتية من المقاهي، وورشات الميكانيك، والنجارة، والدهن. ومما يزيد في تلوث الطريق المؤدية إلى داخل الحي وداخل غابة الزيتون تشتت الفضلات والأكياس البلاستيكية نتيجة بحث العديد من المواطنين على قوارير البلاستيك وعدة أنواع من الفضلات الأخرى التي يبيعونها ويجعلون منها موردا للعيش. فيعمدون في سبيل ذلك إلى إفراغ الحاويات وطرح محتوياتها أرضا أو إفراغ جزء منها أثناء نبشها بحثا عن قوارير البلاستيك.


ويرجع هذا المنظر المزري الذي تعود عليه أغلب السكان إلى تطور كمية الفضلات نتيجة ارتفاع عدد السكان المحيطين بحي شم النسيم الذين كوّنوا أحياء سكنية جديدة لا تغطيها بلدية المنيهلة بالخدمات ولم تخصص لها حاويات لجمع الفضلات. بالإضافة إلى ذلك يعرف الحي غيابا تاما لتدخل البلدية لتنظيف الطرقات بواسطة عمال النظافة. ذلك أن خدماتها مثلا تقتصر على إفراغ حاويات الفضلات الموجودة بمدخل الحي لا غير. وتبقى الأنهج داخل حي شم النسيم والأحياء المجاورة دون أي تعهد أو خدمات تسديها البلدية. وتتراكم على تخوم الحي فضلات البناء والنفايات المنزلية وفضلات النباتات والأشجار منذ سنوات دون أن تسجل المنطقة تدخلا من البلدية من أجل رفعها أو تتبع مقترفيها. وشجع غياب البلدية وتخلف السلط المعنية عن تتبع المخالفين على التمادي في أفعالهم. فبعد أن كان مقترفو المخالفات يلقون بنفاياتهم وفضلاتهم داخل غابة الزيتون أصبحوا لا يجدون حرجا في إلقائها على قارعة الطريق.
بالإضافة إلى ذلك تحولت غابة الزيتون إلى مكب لفضلات البناء حيث تعترضك أكوام الفضلات بمجرد أن تتقدم داخل غابة الزيتون. ويتبين من حجم الفضلات والأكوام المتراكمة أن العملية تتم بانتظام بواسطة وسائل نقل مختصة في نقل الأتربة.
بالإضافة إلى ذلك تتراكم الفضلات والعجلات المطاطية داخل مجاري مياه الأمطار والتي تبين حالتها أنها لم تشهد أية تدخلات لجهرها. ويعد عدم تدخل البلدية لصيانة مجاري مياه الأمطار وجهرها علّة السيول التي تغطي الطرقات ومياه الامطار أثناء فصل الشتاء لتتسبب في تعطيل حركة المرور وصعوبة دخول المترجلين إلى الحي.
وتجدر الإشارة إلى أن مدخل الحي يغرق بالمياه عند نزول الأمطار. ويعود ذلك إلى وصول المياه من أعلى الحي ووضعية مجاري مياه الأمطار التي تغطيها الأتربة المترسبة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الفضلات المتراكمة أصبحت مرتعا للكلاب السائبة التي تتهدد المواطنين بالإضافة إلى أفواج الخنازير التي تقتات على الفضلات المنزلية.
ويفيد عدد من متساكني الحي أنهم اتصلوا مرارا بالبلدية من أجل إيجاد حل للكلاب السائبة وللخنازير إلا أنهم لم يلقوا أي تجاوب أو تحرك يذكر.
كما يفيد المتساكنون أن غابة الزيتون أصبحت مكانا يرتاده عديد الأشخاص لمعاقرة الخمر والسمر وأنهم أعلموا عديد المرات السلط الأمنية بالمنطقة. ورغم تدخلها في عديد المرات إلا أنها لم تتمكن من القضاء على الظاهرة. ويشتكي السكان من هذه الظاهرة لما تسببه من مضايقات لسكان الحي نتيجة ما يصل إلى أسماعهم من كلام بذيء وما يصدر عن مرتادي غابة الزيتون من هرج ومرج تحول في أحد الليالي من شهر ماي الفارط إلى شجار وتبادل للعنف وكر وفر. وهو ما دفع المتساكنين إلى الاتصال بمركز الأمن بحدائق المنزه والذي حضر إلى المكان بعد عدة اتصالات.

ويبقى التساؤل مطروحا لدى متساكني حي شم النسيم حول الحلول الممكنة لمعالجة المشاكل المركبة التي تعترضهم في ظل غياب البلدية وتفاقم الإشكاليات التي تنغص عليهم حياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى