قراءة في المجموعة القصصية “معابر الدهشة” للقاصة والروائية التونسية زهرة ظاهري

إنه موعد مع الدهشة الدافئة الحانية حيث النصوص السردية التي تفتح الحواس على إيقاع اللغة القائمة على المعنى الحقيقي للنبض الإنساني، وتوزيع الضوء بين الأشياء المتوارية في أنساق متشعبة تنطوي عليها ظلال الواقع وتنحاز للمسار الوجداني، حيث تتشابك الأصوات في تعبئة الصدى الحميم للقصّة بجزالة اللغة وخصوصيتها في إفراز جوهر المنجز الأدبي.

ولأن القصّة قد لا تتّسع لمآرب أدبية شتى، من خلال عناصرها الأساسية والمرتكزة على الفكرة والحدث الأساسي والسرد الخيالي أوالواقعي، لكنها لا تكفّ عن إدهاشنا من خلال طرحها لعديد المحاور وهي الجنس الأدبي الاكثر تطورا وتنوعا ومحاكاة للمعيش اليومي، فنحن هنا إزاء نصوص إبداعية متخطية لذاتها الدلالية الضيّقة نحو فضاءات متعددة المفاهيم والمرجعيات ومصحوبة بمؤثرات لغوية مبتكرة وجذابة.
ودون مواربة، تُجسّد المجموعة صورا وتجاربا لها عمقها الإنساني من خلال المكاشفة والاضمار وعبر رسائل ضمنيّة ينهض عليها النص المكلل بمخزون اجتماعي ما فتئ يتكثّف وينحاز للمعجم الأنثوي، بجمالية الأسلوب وسلاسة السرد، وتطويع النص لأحوال النفس البشرية بين اليأس والأمل والألم والحنين ومختلف المشاعر والأحاسيس.
وقد كان للمرأة النصيب الأوفر في تشكيل القصص، فتغدو معابرا لرؤى الكاتبة وتفاعلها الفكريّ مع قضايا المجتمع.
وقد عملت القاصّة أيضا على تفعيل عنصر الحوار مخاطبة العقل والوجدان، حيث تتنفّس الفكرة وترصد المشهد ليورق المغزى مُشعّا ومتّسما بالتجديد والعمق في تدوين عوالم شتّى، شبيهة بالبيئة التي تندفّ منها شواغلها الاساسية…

ملاحظة: مقطع من قراءة مطولة ستُنشر قريبا والمجموعة صادرة عن دار خريف للنشر 2023.